التفكر في آيات الله عز وجل طريق الإنسان لمعرفة الخالق سبحانه:
في مرة من المرات هناك طالب أرعن، قال لي: أنا لا أخاف من الله، قلت له: أنت معك الحق، فانزعج أكثر، قال لي: ما السبب ؟ قلت له: أحياناً الفلاح يأخذ ابنه الصغير عمره سنتان إلى الحصيدة، يضعه بين سنابل القمح، يمر ثعبان طوله عشرة أمتار، لا يخاف منه، لأنه لا يدرك الخطر المحيط به، من أين يأتي الخوف ؟ من الإدراك، إن لم يكن هناك إدراك فلا يوجد خوف.
إذاً ينبغي أن تؤمن، ينبغي أن تتفكر في خلق السماوات والأرض، ينبغي أن تنظر في آيات الله الدالة على عظمته، ينبغي أن تنظر في آياته التكوينية، وأن تتفكر في آياته الكونية، وأن تتدبر آياته القرآنية، لتعرفه.
مثلاً تأتيك ورقة من البريد تعال الخميس الساعة العاشرة، تتسلم رسالة مسجلة، لا تتحرك شعرة بجسمك، وقد لا تذهب أصلاً، تأتيك ورقة صغيرة من فرع ما، أربعة أيام لا تنام، ما الفرق ؟ تعرف ما معنى الورقة الثانية، الثانية غير الأولى، لذلك متى تتقي الله ؟ حينما تعرفه:
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) ﴾
( سورة المائدة )
هذا معنى رابع.
لآن: نقص الغذاء، نقص الأمطار، التصحر، المعدلات لم تصل إلى المطلوب، لكن فضل الله عز وجل كبير علينا، و الأمطار التي نزلت للبهائم الرتع، والأطفال الرضع، والشيوخ الركع، أما غيرهم لا يستحقون هذه الأمطار.